يقول أحدهم:
«من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر..
ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر..
وما أعجب من يوقن بأمر ثم ينساه..
ويخشى الناس والله أحق أن يخشاه..».
ولله در الشاعر إذ يقول:
تزود من حياتك للمعاد .. وقم لله أَجمع خير زاد
ولا تـركن الى " الدنيا "كثيرا ..فإن المال يُجمعُ للنفاد
أترضى أن تــكون رفيق قوم .. لهم زادٌ وأنت بغير زاد!!
لا والله ما نرضى، واللهَ نسأل خير الزاد..
إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغني أنتِ بالله..
وإذا فرحوا بالدنيا.. فافرحي أنتِ بالله...
وإذا أنِسوا بأصحابهم.. فاجعلي أنيسكِ هو الله...
توددي إلى الله تعالى بالافتقار والانكسار.. يمنحك العزة والرفعة.
إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا.. فاشتغلوا أنتم بأمر الاخرة..
وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بتزيين ظواهرهم.. فاشتغلوا أنتم بتزيين بواطنكم...
وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بعمارة البساتين والقصور.. فاشتغلوا أنتم بعمارة القبور..
وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بعيوب الناس.. فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم...
واتخذوا من هذه الدنيا زاداً يوصلكم إلى الاخرة.. فإنما الدنيا مزرعة الاخرة.
يقول أحدهم:
«سار المتقون ورَجَعْنا.. ونَجَوْا من الأشراك ووقفنا..
سار القومُ على رواحل الصِّدق.. فعبقت قلوبهم بعبير القُرْب..
البكاءُ دأبهم.. والجوع طعامهم.. والصمت كلامهم.
جنَّ عليهم الليل فراهم ساهرين.. وهبَّت رياح الأسحار فمالوا مستغفرين».